Top Ad 728x90

قصتي بالتفصيل : كيف تعرضت للإغتصاب عندما كنت صغيرة

ليلة ككل الليالي أنام في فناء المنزل ومعي جدتي وابنة خالي التي تصغرني في السن. الموسم شتاء. لعل البرد الشديد ما جعل جدتي تدخل للغرفة وتتركنا في فناء المنزل وحدنا، وربما لعلمها بأن المنزل آمن ولن يقترب منا لصوص. لم أكن أعلم بأن بالمنزل لص يسرق احلامي وآمالي وسوف يتركني اتعذب وأتألم.
لم تكن المرة الأولى ولم تكن الأخيرة ولكنه الإحساس الذي شعرته لحظتها، والذي لا يمكن أن يبعد عن خيالي ولو لحظة.
 ليلة ككل الليالي أنام في فناء المنزل ومعي جدتي وابنة خالي التي تصغرني في السن. الموسم شتاء. لعل البرد الشديد ما جعل جدتي تدخل للغرفة وتتركنا في فناء المنزل وحدنا، وربما لعلمها بأن المنزل آمن ولن يقترب منا لصوص.

لم أكن أعلم بأن بالمنزل لص يسرق احلامي وآمالي وسوف يتركني اتعذب وأتألم.

أستيقظت علي يد تقفل فمي وأخرى تجردني من ملابسي الداخلية. أرقد في فناء المنزل وفمي مغلق وعيوني جاحظة من الرعب الذي شعرت به وأنا مستلقية.

لا أدري كم يمر من الوقت وأنا على هذه الحالة، ولكني أصحو على ملمس ماء بين افخاذي ليس بارداً، بل دافئاً بشكل مقزز ولزج.

لا أعلم كنهه. هل تبوّلت على نفسي؟ لا، لم يكن بولاً. إنها مادة لزجة جعلتني أهرع لأغتسل منها كثيراً. الماء بارد ودموعي تدفئني والخوف يمتلكني. ماذا أفعل كي أزيل عني هذه النجاسة؟ وكيف لي أن أتعايش معها؟.

لم تكن والدتي تعلم ما حل بي، ولماذا أستيقظ كل يوم عند منتصف الليل كي أذهب للاستحمام وغسل جسدي كله بالماء عدة مرات. الأغرب أني أيضاً لم أكن أعلم لماذا أفعل ذلك. تبتسم أمي وأنا أنشر ملابسي الداخلية على الحبل، وتغمز بعينها لأختي ويتهامسان.. ما سر كل هذه الملابس البيضاء؟
بين نفسي ودواخلي همسات خاصة وجدال مستمر... هل هذا سوف يعوضني احساسي بأني دُنّست؟ هل الأبيض يعني النقاء والفضيلة وهل أنا فقدت فضيلتي أم.........؟ وتتهرب نفسي دائماً من الرد عليّ. ملعون أبو ................ من ؟

قولي له أنك تهربين، ولكن لماذا؟ العن مجتمعاً يهب أطفاله للآخرين كي يتولون تربيتهم مثل أطفالهم. هل هذه محنة أم قسوة؟ تساؤلات لن أجد لها اجابة فقط مجرد تساؤلات.
أتذكر...
أتذكر كيف بدأ معي هذا الأمر. أذكر تحرشه بي في بادئ الأمر، كان يجلسني على رجليه ويجذب جسدي ليلمس الموضع الحساس من جسده مع الايماء لي بأنني غير مرغوبة من والدي، وإلا لماذا أتوا بي لمنزل جدتي كي أعيش معها؟. لماذا أنا دون إخوتي؟. لا أزال في كثير من الأحيان أسمع صوته: "أنت بنت حرام وجدوك في الشارع.. أنت وأنت..".

كل مرة أنزوي من العالم حولي وتلعب بي الظنون. فعلاً لماذا أنا دون أخوتي؟ وأنظر في المرآة. هل اشبه والدي أم والدتي؟

لا، انني لا أشبه أحداً منهما، وأفيق من هذه الظنون على صوته الأجش: "تعالي أعيدي هذا الشيء للمطبخ".

عند ذهابي إلى ما نسميه فناء الرجال أجده وحده يجذبني الى حضنه وأرفض ذلك. أحاول الركض .. يجذبني الى داخل بيت الرجال ويكتم صوتي بيده، والأخرى تعبث بجسدي وانا اتلوى وأرتجف. لا مفر لي منه. إنه ضخم بالمقارنة معي. يضحك ويؤكد لي أن لا أحد سوف يسأل عني.

أراه يجرّدني من ملابسي الداخلية ويلقيني على السرير ويجلس علي وقد أخرج عضوه التناسلي (هذه الكتابة تؤلمني كما آلمني ذلك الفعل)، ويحركه حول عضوي. يتنفس بطريقة سريعة بشعة ويحاول أن يدخله في جسدي وانا أتألم وأقاوم ولا فكاك.عندما ينتهي من فعلته ينصحني ألا أخبر أحداً لأنهم سيقولون أني بنت شوارع تريد فضح الأسرة بين الناس.
ترتجف يدي وأنا أراه يتجول داخل المنزل ويرمقني بنظرته الخبيثة. لا أستطيع ان أدخل الحمام إلا إذا كانت جدتي تقف بالخارج. أتخوف من دخوله عليّ وتستغرب جدتي لموقفي: "لماذا  أنت خائفة؟ ومِن ماذا؟ هذا البيت آمن!".
في كثير من الأحيان اشتم رائحة نفسه وعرقه اللزج الكريه... أتخيله يبلنني.. أكره التفكير في هذه الأشياء. أكره ضعفي وجبني وقلة حيلتي، وأكره الوضع الذي وجدت نفسي فيه.

كم دعوت الله أن يقبض روحي لكي أرتاح من هذا العذاب، وأنا الآن أستغرب من طفلة تتمنى الموت. ماذا كان ذنبي؟ هل هو ابتلاء من عند الله أم أنني اذنبت ذنباًً أعاقب عليه؟. إلى متى سيتملكني الإحساس بأني عارية وأنني أضم ملابس عليّ كلما رأيته؟ وإلى متى سأرتدي ملابس داخلية بيضاء تدلل على نقائي؟.
ها أنا أقف وحيدة وقد توفى أبي، وليس في يديّ سوى أن أبدأ بمداواة جروحي وروحي. يا سخرية القدرّ! الله لم يأخذ روحي وأخذ روح من كان يمثل لي مصدر أمان هذه الدنيا.
العلاج
بدأت أكتب لنفسي في مرحلة من العلاج النفسي الذي تلقيته. كنت أكتب نوعاً من الرسائل كي أتخلص من ما يكبلني:
"روحي هذه الرسالة لكِ انت يا روحي، مني أنا..... اختبارنا للألم ومعايشتنا له لا تعني سيطرته على حياتنا، وإن كان كذلك في فترة من الفترات. الآن برأت منه ومن كل ما عناه لي في ماضي حياتي.

لم أغتسل في نهر كي تزول عني رواسب حياتي بل اغتسلت بمطر دموعي تزيل عني غشاوة آلامي التي منعت عيوني من الرؤيا. أشعر بأنني شخص جديد وسوف أعيش حياتي كما أحب أن أعيشها أنا وأنت فقط، لا خطط الآن للمستقبل بل صدر مفتوح له. أياً كان سوف أعيشه بكل سعادة مع خالص ودي لك يا روحي، واعلمي أني الآن أحبك كما لم أفعل من قبل".
وقلت لها أيضا:
 "الغالية روحي: تألمت كثيرا وأنا أطّلع على رسائلك التي حملت الكثير من الألم والمعاناة والكثير الكثير من الشجاعة والقوة والتحلي بالصبر. لعل هذه التجربة أخذت منك الكثير، ولكن بالمقابل جعلت منك روحي التي أحب. تساءلت كثيراً: ماذا لو قدرت على الحديث عن هذه المشكلة منذ بدايتها الى شخص أكبر منك سناً ولم تتحملي العبء وحدك؟

كان من الممكن ألا تزيد عن مرة واحدة فقط. فأنا اعتقد أن تكرار الجريمة نفسها مرات ومرات يولد فيك إحساساً بالعجز مرة تلو الأخرى، وبلوغ حالة من الضعف والخوف حتى من الحديث عنها".
وقد كتبت لصديقي الذي يعلم معاناتي وقلت له:
"صديقي الغالي: لقد مررت في صغري بتجربة قد تكون من أقسى ما يرتكب في حق طفل في سني. لقد تم اغتصابي من قبل شخص، وقد تكررت هذه العملية عدة مرات. لقد سلبني هذا الشخص لحظات وسنوات كان من المفترض ان أعيشها بشكل طبيعي كمثلي من الأطفال.

سرق مني الطفولة، وسرق مني أمان نفسي وثقتي بها وبالناس. سرق نظرتي للمستقبل الذي لم أتخيل في يوم من الأيام أنه سوف يستمر إلى الآن. لقد جعلت مني هذه التجربة شخصية مغايرة لشخصية الطفلة الذكية الجميلة الدواخل، المشعة العينين بالبراءة. خلقت مني شخصية انهزامية ومهزوزة الدواخل. خلقت مني إنسانة متشككة في دوافع الناس من حولي، فلا سعادة لي ولا أمل لعيش حياة كريمة. لقد كنت أعتبر نفسي لعنة وأني نجسة وأن لا أمل لي في الحياة.

أدرك الآن أن ما حدث لي هو ماضي.
نعم لا تزال ذكراه ماثلة أمامي، إلا أنني عزمت على نفسي أن أبدأ من جديد بحياة أعيشها كما احب. سوف يكون هذه الحدث مصدر قوتي وعزمي. كتبت لك هذه الرسالة لكي تكون لي بداية تحول في حياتي".
أخيراً أودع روحي المتألمة قائلة:
 "الغالية روحي، لم أدرك في يوم من الايام انه سوف يأتي يوم أودّعك فيه هذا الوداع الذي قررت أن يكون وداعاً نهائيا لا رجعة فيه. وداع أقرب ما يكون للموت.

أودع معك سنوات قد ضاعت مني وأياماً حزينة وشخصاً لم تكتمل ثقته بنفسه يوماً ما. لقد كبّلتني مشكلتي بالكثير من القيود التي أعلنت التحرر منها والانطلاق لأكون أنا التي أريد، وسوف أعمل على ذلك بكل السبل والطرق. أودعك وأودع الحزن والألم والقهر والدموع، وأستقبل أياماً أخرى وسنين قادمة سعيدة".

برأيكم، ما أفضل الطرق للتحرر من آلام الماضي؟

ملاحظة: الآراء المدرجة في المدونات والقصص الشخصية تعبّر عن رأي كتابها وليس بالضرورة عن رأي موقع "الحب ثقافة". 

 الصورة من موقع "فليكر" وليست صورة الفتاة الحقيقية التي شاركتنا بقصتها

0 comments:

Post a Comment

Top Ad 728x90